EN

كيف يُستخدم الدرون في دعم قرارات الإطفاء؟

على الرغم من التطوّر الملحوظ في تجهيزات الدفاع المدني بالشرق الأوسط، ما تزال الدقائق الأولى لأي حريق تشهد قيودًا حقيقية: ازدحام يؤخر الوصول، دخان يحجب الرؤية، وقنوات اتصال متفرّقة تبطئ تدفق المعلومة إلى مركز القيادة. هذه الفجوة تُنتج ما نسمّيه «فراغ النار»؛ أي فراغًا معلوماتيًّا–قراريًّا تتحرك خلاله الفرق من دون صورة متكاملة عن حجم الحريق، اتجاه تمدده، أو أماكن المحاصَرين.

في مواجهة هذه التحديات يبرز درون الدعم التكتيكي للإطفاء كأداة تسدّ هذا الفراغ وتحول الاستجابة من رد فعل متأخر إلى قرار تكتيكي مدعوم بالبيانات. يوفّر الدرون صورة عملياتية موحّدة تجمع بين الخرائط الحرارية والصور الضوئية عالية الدقة، مع تموضع جغرافي للنقاط الساخنة وتتبع تحركات الفرق والمصابين، وتغذية فورية إلى أنظمة القيادة والسيطرة (ICS) عبر بث مباشر منخفض الكمون. النتيجة: قدرة أسرع على تحديد المسارات الآمنة، وترتيب الأولويات، وتوجيه الموارد حيث التأثير الأكبر—وهذا هو الفارق. ويجري نشر هذه المنظومات بما يتوافق مع معايير NFPA 2400 ومتطلبات الدفاع المدني في دول مجلس التعاون لسلامة التشغيل وحوكمة البيانات.

الفجوات في العمليات التقليدية لفرق إطفاء الحرائق

الفجوات في العمليات التقليدية لفرق إطفاء الحرائق

يبدأ المسار التشغيلي التقليدي بتلقّي البلاغ عبر غرفة العمليات، ثم توجيه الوحدات، فالتحرّك بالمركبات الثقيلة إلى الموقع، يعقبه تقدير موقف أولي (Size-Up) يسبق قرار الدخول والانتشار. في المدن المزدحمة أو قرب المجمعات البتروكيماوية، يستغرق الوصول—في المتوسط—من 8 إلى 15 دقيقة بحسب حركة المرور والمسافة. كل دقيقة ثمينة. هذه لحظات حاسمة. عند الوصول، يعتمد التقدير الأولي غالبًا على تقارير لاسلكية مختصرة من العناصر المتقدمة أو على مكالمات الشهود، مع رؤية بصرية محدودة بسبب الدخان الكثيف وانعدام الاستشعار الحراري في معظم أطقم إطفاء الحرائق. وهنا يتكوّن الفراغ المعلوماتي: صورة غير مكتملة عن حجم الحريق، اتجاه تمدده، ومواقع المحاصرين.

يتفاقم الأثر عند توزيع الموارد؛ إذ تُطبَّق إجراءات معيارية مسبقة لا تواكب دائمًا ديناميكية الموقف في الدقائق الأولى، فينصرف جهدٌ إلى قطاعاتٍ منخفضة الخطورة بينما تبقى بؤرٌ أشد خطورة دون تغطية كافية. ويظهر تحدٍّ آخر في ضعف التكامل اللحظي مع أنظمة القيادة والسيطرة: تصل البيانات صوتيًا متفرّقة وعبر قنوات متعددة، وتفتقر القيادة إلى صورة عملياتية موحّدة (Common Operating Picture) تجمع طبقات الموقع والفرق والبؤر الحرارية على خريطة واحدة. النتيجة هي قرار متأخر نسبيًا في تحديد ممرات الدخول الآمنة ونقاط الإخلاء، خصوصًا في حرائق الأبراج السكنية أو المواقع الصناعية؛ وقد وثّقت تجارب ميدانية خليجية هذه الفجوات خلال «الربع ساعة الذهبية» الأولى.

تقرّ NFPA 1561 (إدارة الحوادث) بالحاجة إلى صورة عملياتية موحّدة وسلاسل اتصال فعّالة لتسريع القرار، فيما تحدّد NFPA 2400 إطار دمج الأنظمة غير المأهولة في استجابة إطفاء الحرائق. وبين هذين المستويين—متطلبات القيادة المعيارية، وحاجة الميدان إلى بيانات لحظية متعددة الحساسات—تظهر العُقد القابلة للتحسين في المنظومة التقليدية: الوصول، الوعي الميداني، دمج البيانات، وتوجيه الموارد. وهذه بالضبط المساحات التي يستهدفها درون الدعم التكتيكي لإطفاء الحرائق لسدّ «فراغ النار» وتحويل الاستجابة إلى قرارٍ تكتيكي مدعوم بالبيانات.

كيف يملأ الدرون هذه الفجوات ويدعم القرار التكتيكي؟

كيف يملأ الدرون هذه الفجوات ويدعم القرار التكتيكي

يبدأ درون الدعم التكتيكي لإطفاء الحرائق بسدّ فجوة الزمن: انطلاقٌ من أقرب نقطة تمركز أو من مركبة ميدانية خلال أقل من دقيقة، والوصول إلى مسرح الحادث خلال دقيقتين إلى أربع دقائق بدلًا من 8–15 دقيقة للآليات الثقيلة. ثم يسدّ فجوة الرؤية والمعلومة عبر صورة عملياتية موحّدة تُبنى لحظيًا من طبقاتٍ متزامنة: خرائط حرارية راديومترية تكشف البؤر الساخنة بمدى كشف عملي 500–800 م، وصور ضوئية عالية الدقة للسياق، وتموضع GNSS/RTK لعناصر الفرق والمسارات، وإسقاطٍ فوري على خرائط GIS/ICS. البيانات الفورية هي الفارق.

على ارتفاعات تشغيلية 80–120 م AGL يحصل القادة على دقة مكانية تقارب 10–20 سم/بكسل، بينما تُجري الحوسبة المدمجة (Edge AI) تحليل الفارق الحراري (ΔT)، ونمذجة الخلفية، وترشيح الإنذارات الكاذبة، مع تصنيف الأهداف (لهب/أشخاص/معدات ساخنة) والتنبؤ باتجاه الانتشار استنادًا إلى الرياح، الرطوبة، درجة الحرارة، وميلان التضاريس (DEM). هذه لحظة حاسمة.

تُنقل النتائج عبر قنوات Mesh / LTE / 5G بزمن كمون لا يتجاوز 3–5 ثوانٍ إلى جميع مستويات القيادة، فتتحول الصورة الموحدة إلى قرارات قابلة للتنفيذ: تحديد ممرات الدخول الآمنة، إنشاء مناطق عزل وإخلاء، وإعادة توجيه الفرق حيث الخطر الأعلى. كما يصبح توزيع الموارد معتمدًا على الأولويات التي تُظهرها الخريطة الحرارية اللحظية بدل تقديرات جزئية، مع خفض تعرّض الأفراد بفضل الاستطلاع المسبق. وقد أظهرت تجارب ميدانية خليجية—في حرائق الأبراج والمواقع البتروكيماوية—أن هذا النهج يختصر زمن تقدير الموقف الأولي من دقائقٍ طويلة إلى ثوانٍ معدودة ويُحسّن دقة التوجيه داخل الواجهات المعقّدة. الصورة الموحّدة تغيّر القرار.

ويُطبَّق ذلك ضمن إجراءات تشغيل قياسية متوافقة مع NFPA 2400 لدمج الأنظمة غير المأهولة ومع NFPA 1561 لإدارة الحوادث وصورة الموقف المشتركة، وبما يلبّي متطلبات الدفاع المدني في دول مجلس التعاون لسلامة التشغيل وحوكمة البيانات.

أثبتت التجارب أن درون الدعم التكتيكي لإطفاء الحرائق قادر على سدّ الفجوات الحرجة في العمليات التقليدية، من سرعة الوصول إلى موقع الحريق، مرورًا بتوفير صورة عملياتية موحّدة عبر الخرائط الحرارية والبصرية، وصولًا إلى دعم القرارات التكتيكية بدقة وفاعلية. إن دمج هذه التقنية لا يعني فقط تقليل زمن الاستجابة، بل أيضًا حماية الأرواح وتقليل المخاطر على الفرق الميدانية، مع التوافق مع معايير NFPA ومتطلبات الدفاع المدني الخليجي.

نحن في Flarenix نقدّم حلولًا متكاملة في مجال الدرونات تشمل درون الدعم التكتيكي لإطفاء الحرائق، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الدرونات المخصّصة لإطفاء الحرائق المصممة لتلبية احتياجات الدفاع المدني والجهات الحكومية. تواصل مع فريق خبرائنا اليوم للحصول على الجيل الجديد من تقنيات مكافحة وإدارة الحرائق.

اتصل بنا

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.