تُعدّ وحدة التحكّم الأرضية (GCS) الحلقة التشغيلية التي تصل المشغّل بدرون الإطفاء وتحوّل البيانات الخام إلى صورة عملياتية موحّدة قابلة للتنفيذ. جوهرها: توفير الوعي الميداني الفوري للقائد عبر دمج الفيديو الضوئي والحراري، التموضع الجغرافي الدقيق، والتنبيهات الذكية ضمن واجهة واحدة، مع تكامل مباشر مع أنظمة القيادة والسيطرة (ICS) والخرائط (GIS) وفق متطلبات NFPA 2400.
عمليًا، تتكوّن GCS من منصّة متينة (حاسوب صناعي أو وحدة تحكّم مدمجة) بشاشة عالية السطوع (≈ 1200–2000 nits) للعمل تحت شمس الظهيرة، وأزرار/عصا تحكّم ملائمة للقفازات، وبطاريات Hot-Swap للاستمرارية. ويُراعى تحمّل البيئة الحارّة والمغبّرة عبر معايير MIL-STD-810H ومقاومة IP54–IP65 للعمل وسط الغبار ورذاذ الماء، مع نطاق تشغيل نموذجي حتى 50°C وخيارات طاقة AC/DC للمهمّات الطويلة.
تدير GCS الملاحة (بما في ذلك GPS/RTK)، وضبط الحمولات EO/IR، وخطط الطيران شبه الذاتية، وتعرض طبقاتٍ حرارية راديومترية للنقاط الساخنة فوق الخرائط، مع طبقات الرياح والعوائق ومسارات الإخلاء. وتُمكّن المعالجة القريبة Edge AI من إظهار مخرجات فورية: كشف ΔT، تصنيف الأهداف (لهب/أشخاص/معدات ساخنة)، تنبيهات حدود الحرارة، وتقارير موجزة قابلة للتصدير (KML/GeoJSON) وأرشفة السجلّات للمراجعة.
أمّا الاتصال، فيُبنى عادةً على روابط ترددية ثنائية 2.4/5.8 GHz مع تشفير AES-256، وبدائل LTE/5G عند الحاجة؛ ويبلغ زمن الكمون النموذجي ≈ 200–500 مللي ثانية للتحكّم والفيديو المحلي، وقد يزداد عند الاعتماد على الشبكات العامّة أو التوجيه عبر مراكز بعيدة. هذا يُتيح قيادة دقيقة، وبثًا حراريًا مباشرًا، وتمرير القرارات بسرعة إلى الميدان.
في بيئة الشرق الأوسط—الأبراج العالية، المنشآت البتروكيماوية، العواصف الرملية—تعمل GCS كـ مركز قيادة متنقّل: توحّد الصورة، تُقلّل اعتماد القائد على بلاغات مجتزأة، وتسرّع قرار الدخول وتوزيع الموارد وفق أولويات تُظهرها الخريطة الحرارية اللحظية. وقد أظهرت تجارب ميدانية خليجية أنّ هذا الدمج يرفع دقة التوجيه في الواجهات الزجاجية والأسطح، ويُحسّن متابعة النقاط الساخنة في المناطق الصناعية الحسّاسة. ويتم التشغيل بما يتوافق مع لوائح الاتصالات الوطنية (تراخيص الطيف والتغطية) ومتطلبات الدفاع المدني لحوكمة البيانات وسلامة التشغيل، مع فصل أدوار الطاقم (قائد الطيران/مشغّل الحمولة) عند الحاجة لضمان الجودة.